تعتبر الفرقة القومية من أهم واقدم فرق الفنون الشعبية في مصر ويرجع
تاريخ انشائها الى عام 1960 بقرار من د.ثروت عكاشة وزير الثقافة في
ذلك الوقت واستعانت الفرقة في بدايتها بمجموعة من خبراء الفن الشعبي
في الاتحاد السوفييتي في مجالات الرقص والموسيقى وكان أبرزهم خبير
الفنون الشعبية رامازين
وضمت الفرقة أعضاء من خريجي الجامعات المصرية والمعاهد الفنية
وكان الهدف من انشاء الفرقة هو التأصيل لكافة الرقصات
الشعبية بتعبيراتها الحركية وملابسها واكسسواراتها من بينها الأصلية وبما
تشمله من العادات والتقاليد من خلال الاستعانة بالمنهج العلمي ونقله الى
خشبة المسرح بعد اعادة صياغته. وتعتمد الفرقة حاليا على الخبرة المصرية
في مجال التصميم والموسيقى ويبلغ عدد راقصيها الآن 45 راقصاً
أما الراقصات فعددهم 35 راقصة في حين أن الفرقة عند تأسيسها
منذ 41 عاما كانت تضم 56 راقصاً وراقصة فقط.
أم الخلول والمانبوطية أشهر رقصاتها
ورغم ان فرقة رضا هي الأقدم والأكثر شهرة الا ان رقصات الفرقة القومية
رسخت في وجدان الجماهير حيث تميزت بالاغراق في المحلية والبحث عن
رقصات تمثل البيئة بكل ماتحويه من تفاصيل تعكس طبيعة هذه البيئة،
فمن المدن الساحلية جمعت رقصات تعبر عن واقع الصيادين وكان من أهم
رقصاتها في هذا المجال رقصة أم الخلول الشهيرة حيث نجحت الفرقة في
مسرحة طقوس الصيادين واحتفالاتهم بيوم عمل ورزق وفير واختارت أم الخلول
من قواقع البحر نظرا لاهميتها ومكانتها الخاصة عندهم فصاغت كلمات محلية
رشيقة عبرت عن هذه الطقوس على ايقاع رائع ونالت رقصة المانبوطية نفس
الاهمية عند الجماهير فاقبلت على عروض الفرقة
وكانت هذه الرقصة بالتحديد ضمن برنامج الفرقة الاساسي لسنوات لطويلة
حتى ان التليفزيون صورها في الستينيات أيام الأبيض والأسود وكانت من
فقراته المكررة والمحببة للجمهور وخاصة في الاستراحة بين شوطي مباريات
كرة القدم ثم اعاد التليفزيون تصويرها مرة اخرى بالألوان بعد ذلك وربما
يعكس هذا الاهتمام من جانب التليفزيون المستوى الرفيع الذي قدمت به الفرقة
واحدة من أهم المهن في منطقة بورسعيد الساحلية وهي مهنة المانبوطية
وهي تجارة من نوع خاص تقوم بين الصيادين والبواخر الاجنبية القادمة الى
ميناء محافظة بورسعيد وكانت هذه الرقصة سببا في تعريف تلك المهنة لكل
المصريين كما كانت سببا في شهرة اثنين من أهم أعضائها هما عايدة رياض
ومشيرة اللتان اتجهتا بعد ذلك للتمثيل
ومن أشهر رقصات الفرقة والتي تقدمها بشكل خاص خلال عروضها خارج مصر
هي رقصة التنورة المستوحاة من الطقوس الصوفية المولوية، نقلت الفرقة
أيضا لمشاهديها رقصة الغوازي الشهيرة بمدينة سناط بالدقهلية وتسمى
ايضا رقصة الغجر وفيها تظهر مهارة الفتيات في الرقص بالعصا والصاجات
على انغام المزمار البلدي، ومن الرقصات الشهيرة للفرقة رقصة الحصان
وهي مستوحاة من رقص الحصان العربي الذي يجيد الحركة على ايقاعات
وانغام المزمار البلدي ويتميز بالذكاء وطاعة معلمه
كما قدمت الفرقة خلال مشوارها الطويل رقصة الحجالة الشهيرة من محافظة
مرسى مطروح النائية حيث أن من العادات الشعبية في هذه المنطقة ان تختار
العروس عريسها على عكس ماهو موجود وسائد، وفي اطار مراسم الزواج
ايضا نقلت الفرقة طقوس الزواج بمنطقة النوبة، كما قدمت الفرقة رقصة الدبكة
المعروفة في سوريا ولبنان ورقصة الشمعدان على انغام الموشحات الاندلسية
وكانت تسمى رقصة الهوانم حيث كانت تقدم في القصور الملكية.
رحلات الفرقة وجوائزها
تولى ادارة هذه الفرقة خلال 41 سنة 11 مديرا كان أولهم أحمد سعد الدين
عام 1960 ثم طاهر أبوزيد ومحمد أبوالعنين ورشدى صالح وحسين مهران
ود.ابراهيم حمادة ثم سامي يونس وشعبان أبوالسعد ويحيى زكي وعبدالرحمن
خليل ومحمد خليل وسامي يونس واخيرا كمال نعيم الذي اسندت اليه ادارة
الفرقة منذ عام 1994 حتى الآن وهي أطول فترة لمدير في هذه الفرقة،
وقدمت الفرقة القومية عروضها الفنية خلال مشوارها في 105 دول في جميع
انحاء العالم،
كما اسهمت كوادر الفرقة من مصممي رقصات ومدربين في دعم وانشاء اكثر
من 80 فرقة للفنون الشعبية في اقاليم مصر. وشاركت الفرقة في عشرات
المهرجانات والمناسبات خارج مصر منها المهرجان السياحي الدولي باسبانيا
عام 1965 ومهرجان داكار للفنون الشعبية الزنجية بالسنغال عام 1966
ومهرجان دمشق المسرحي بسوريا عام 1969 ومهرجان الربيع بالموصل في
العراق عام 1970 ومؤتمر الملوك والرؤساء للدول الافريقية بأديس ابابا
عام 1972 والمهرجان العربي بتونجن في ألمانيا عام 1974 ومهرجان والت
ديزني بأمريكا عام 1982 ومهرجان تايجون الدولي بكوريا الجنوبية عام 1993،
ومهرجان صقلية بايطاليا عام 1995، ومهرجان الفنون الشعبية الدولي الثالث
بايطاليا عام 2000
ومن أكثر الدول التي قدمت فيها الفرقة القومية عروضها دولة الامارات العربية
المتحدة حيث زارتها الفرقة وقدمت عروضها ست مرات أعوام 1978، 1992،
1993، 1999، 2000، 2001، وقد حصدت الفرقة عشرات الجوائز والشهادات
والدروع منها جائزة البريمواونو في مهرجان باري للفنون الشعبية في ايطاليا
عام 1997 ودبلوم افضل فرقة رقص شعبي في معرض بولونيا من بين 170 دولة
شاركت في المعرض وكأس الشرق للفرقة باعتبارها ضيف شرف لمهرجان
ديجون الدولي للفولكلور بفرنسا ودرع أندية الفتيات بالشارقة عام 1998 ودرع
مهرجان جرش الدولي للفنون عام 1999 ودرع مهرجان حلب للثقافة والفنون عام
1999 بسوريا للمرة الثانية. كما حصلت على درع القدس من الرئيس عرفات في
مهرجان غزة للفنون الشعبية 1995.
فرقة اطفال مصر
وقد اهتمت الفرقة مؤخرا بتدوين تراثها الفني فانشأت مكتبة فنية تضم شرائط
لعروضها الموسيقية الشعبية التي جمعتها من الاقاليم واستعانت بها في
عروضها وافلاما تسجيلية وصورا فوتوغرافيا وارشيفا ضخما للدعاية
والمطبوعات الخاصة بها في عروضها داخل مصر وخارجها وكذا للمقالات
النقدية التي تناولت عروض الفرقة،
وكانت الخطوة التالية انشاء مدرسة للفرقة من الاطفال لانشاء جيل جديد يمثل
امتدادا لها وكان لمديرها الحالي الفنان كمال نعيم الفضل في انشائها عام 1996
وتصميم رقصاتها واخراج برنامجها وكان اول أعمال الفرقة التي أطلق عليها
فرقة أطفال مصر للفنون الشعبية استعراض القدس عربية وهو استعراض وطني
يعبر عن القضية الفلسطينية ثم قدمت الفرقة 11 رقصة من بينها رقصات قدمتها
الفرقة الأم مثل الحجالة والشمعدان والحصان الى جانب عروض جديدة
مثل الربيع وليلة العيد وعرائس المولد وحسنين ومحمدين وفرح فلاحي وحققت
الفرقة نجاحا كبيرا خارج مصر فحصلت على المركز الأول ودرع الثقافة بأرمينيا
ودرع الثقافة والفنون والآداب لثقافة الطفل بالكويت ودرع مهرجان شنجهاي
بالصين عام 2000، ويقول عنها كمال نعيم مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية
والمشرف على فرقة أطفال مصر أن الفرقة استمدت رقصاتها الشعبية من فنون
الطفل وألعابه الشعبية ومن الفولكلور المصري بهدف تعريف الأطفال بمورثاتهم
الشعبية وتكوين جيل ثان وثالث يمثل الفرقة القومية للفنون الشعبية مستقبلا